1- وصف شيخ الأزهر موضوع «تجديد الفكر الديني» الذى يدور على ألسنة الكثير وأقلامهم، بأنه يزدادا غموضا وإبهاما والتباسا من كثرة ما تناولته وسائل الإعلام، بغير إعداد علمى كاف لبيان مفهوم التجديد، وتحديد ما هو الخطاب الذى يراد له التجديد؟ وهل صحيح أن ما سموه بالخطاب الدينى كان هو وحده أصل الأزمات التى يعانى منها العالم العربى أمنيا وسياسيا وكذلك التحديات التى تقف عائقا أمام نهضته وتقدمه؟
شيخ الأزهر يصف المشهد بـ”المتخبط”
2- استدل شيخ الأزهر بوصفه للمتحدثين عن قضية التجديد “بالمتخبطين”، قائلا نصا: “يكفى دليلاً على هذا التخبط فى تناول تجديد الخطاب الدينى أنك تسمع بعض الأصوات التى تنادى بإلغاء الخطاب الدينى جملة وتفصيلا، وتراه جزءا من الأزمة، أو تراه هو الأزمة نفسها، وليس حلا لها”.
تحويل الأزهر إلى متحف تاريخي
3- اتهم الطيب هؤلاء بأنهم لا يفصحون عن مقتضى دعوتهم هذه، وهو تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ، بكل تجلياتها العلمية والروحية والثقافية، وعبر أكثر من 10 قرون، وبعد أن بات الغرب والشرق يقران بأنها أقدم وأكبر جامعة على ظهر الأرض.
4- وأكد أن تلك الأصوات لا تفهم من تجديد الخطاب الدينى إلا العودة فقط إلى ما كان عليه سالف الأمة وصالح المؤمنين فى القرون الثلاثة الأولى.
5- كما وصف الطيب تلك الأصوات بأن هؤلاء أيضا يحلمون باليوم الذى يضعون فيه أيديهم على مؤسسة الأزهر، ويجمدون رسالته وعلومه ودعوته عند حدود التعبد بمذهب واحد، واعتقاد معين، وأشكال ورسوم يرونها الدين، لا دين غيره، قائلا: هؤلاء يهددون سماحة هذا الدين الحنيف، وشريعته التى تأسست على التعددية، واختلاف الرأى فى حرية لا نعرف لها نظيرا فى الشرائع الأخرى.
6_ دافع الإمام الأكبر عن سبب تبني مؤسسة الأزهر الشريف للمذهب الأشعرى ورواجه فى سائر أقطار المسلمين، بأنه وجد فيه العلاج الناجع لأمراض وعلل أصابت الفكر الدينى، وبخاصة فى القرنين الماضيين، بسبب فرض المذهب الواحد والرأى الواحد الذى قضى على مكمن القوة فى أمة الإسلام، ووضعها فى ذيل قائمة الأمم.
مفهوم التجديد
7- وتحدث الطيب عن مفهوم التجديد ذاته، قائلا: التجديد هو خاصة لازمة من خواص دين الإسلام، نبه عليها النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله الشريف: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها»، وهذا هو دليل النقل على وجود التجديد فى الدين.
اقرأ أيضا.. كيف تواجه الأوقاف المهن البديلة للأئمة والدعاة؟
أما دليل العقل فهو أننا إذا سلمنا بأن رسالة الإسلام رسالة عامة للناس جميعا، وأنها باقية وصالحة لكل زمان ومكان، وأن النصوص محدودة، والحادثات لا محدودة، فبالضرورة لا مفر لك من إقرار فرضية التجديد آلة محتمة لاستكشاف حكم الله فى هذه الحوادث.
8- وأشار شيخ الأزهر فى رسالته الثامنة، إلى أن الخلاف سرعان ما دب فى فهم المقصود من التجديد فى الحديث الشريف، وهذا ما يجده الباحث فى كتب جلال الدين السيوطى وغيره من المحدثين أيضا من قضايا، مثل: تحديد رأس المئة، وما المراد بالتجديد؟ ومن هم المجددون؟ وهل المجدد واحد أو أكثر، والذى يهمنا هنا هو: ما المقصود من التجديد؟
التجديد فى القِدم
9- وأوضح إمام المسلمين، أن الأقدمين فسروا التجديد بأنه العودة إلى العمل بالكتاب والسنة، وإزالة ما غشيها من البدع والضلالات، مع الأخذ فى الحسبان أن التجديد بهذا المعنى سوف يترك المشكلات المعاصرة كما هى دون علاج ولا تحديد لموقف شرعى تجاهها.
والمطلوب الآن هو إمعان النظر فى نصوص القرآن والسنة والأحكام الفقهية، وإعادة قراءتها قراءة ملتزمة بكل القواعد بهدف تحديد الموقف الشرعى من القضايا المعاصرة.
تعريف التجديد
10- ووقف شيخ الأزهر على مفهوم التجديد من وجهة نظره، مؤكدا أن مسلمة «التجديد» إن لم تكن هى والإسلام وجهين لعملة واحدة، فإنها -على أقل تقدير- أحد مقوماته الذاتية، إذا تحققت تحقق الإسلام نظاما فاعلا فى دنيا الناس، وإن تجمدت تجمد وانسحب من مسرح الحياة، واختزل فى طقوس تؤدى فى المساجد أو المقابر، وتمارس على استحياء فى بعض المناسبات.
11- واستنكر الطيب أن يظل مصطلح «التجديد» فى الإسلام فى عهدنا هذا من المصطلحات المحفوفة بالمخاطر والمحاذير، بسبب الاتهامات، لكل من يقترب من فتح هذا الملف الملغوم.
معنى التجديد
وأضاف رئيس مجلس حكماء المسلمين أن القدرة على التجديد هي التعبير الدقيق عن خاصية المرونة هذه، وهو الوجه الآخر لمعنى صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، ولو أن رسالة الإسلام صيغت فى شكل بنود ومواد ثابتة لا تقبل التجديد، ما كان لعموم الرسالة أى معنى مضمون محصل، فالتجديد وعموم الرسالة وجهان لعملة واحدة.
12- ورسم شيخ الأزهر فى رسالته الأخيرة عن قضية التجديد، الطرق الصحيحة للوصول إلى التجديد الذى ننتظره، ينبغى أن يسير فى خطين متوازيين:
آليات التجديد وطرقه
1- خط ينطلق فيه من القرآن والسنة أولا ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث بعد ذلك، والمطلوب خطاب خال من الصراع ونفى الآخر، واحتكار الحقيقة فى مذهب، ومصادرتها لمذهب آخر مماثل.
2- خط مواز ننفتح فيه على الآخرين، بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها فى تشكيل إطار ثقافى عام يتصالح فيه الإسلاميون مع الليبراليين، ويبحثون فيه معًا عن صيغة وسطى للتغلب على المرض المزمن الذى يستنزف طاقة أى تجديد واعد، ويقف لنجاحه بالمرصاد، وأعنى به «الانقسام التقليدى» إزاء التراث والحداثة إلى تيار متشبث بالتراث كما هو، وتيار متغرب يدير ظهره للتراث ثم تيار إصلاحى خافت الصوت لا يكاد يبين.
اقرأ أيضا.. 10 معلومات عن أكاديمية الأزهر للتدريب بعد افتتاحها
وطالب شيخ الأزهر بأنه لا بد من إعداد قائمة إحصائية بكبريات القضايا التى تطرح نفسها على الساحة الآن، وأرى أن تكون الأولوية للقضايا التى شكلت مبادئ اعتقادية عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح، وهى على سبيل المثال لا الحصر قضايا: الجهاد – الخلافة – التكفير – الولاء والبراء.
وكذلك إصدار وثيقة تصدر بإجماع علماء المسلمين، أو إجماع ممثلين لعلماء العالم الإسلامى، سواء بالحضور والاشتراك المباشر، أو بما يفيد الموافقة كتابة، ويصدر هذا البيان بالعربية، مع ترجمته إلى اللغات الحية كلها، ويوزع على السفارات بشكل رسمى عن تلك القضايا.
روشتة الاجتهاد الصحيح
واشترط الطيب أن يكون الاجتهاد فى توضيح هذه المسائل اجتهادا جماعيا وليس فرديا، فالاجتهاد الفردى فات أوانه، ولم يعد ممكنا الآن، لتشتت الاختصاصات العلمية، وتشابك القضايا بين علوم عدة.
وعلق الطيب على التراث، قائلا: “الذين يبعثون المعارك من بطون الكتب للتهجم على التراث يصدرون للناس أشباحا لا أثر لها فى الواقع.. والدليل حديثهم عن حد الردة والفضائيات تعرض ملحدين يجهرون بإلحادهم فهل طالبنا يوما بتطبيق أى حد عليهم؟”.
زوارنا الكرام نشكركم على متابعتنا ونتمنى ان نكون عند حسن ظنكم بنا دائمآ، نقلنا لكم خبر 12 رسالة لشيخ الأزهر عن قضية تجديد الخطاب الدينى نرجو منكم مشاركة الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي والضغط على لايك لكي تصلكم اخبار موقعنا لحظة نشر الخبر
تعليقات
إرسال تعليق